الامام الفقيه الليث بن سعد رحمه الله
هو :
الليث بن سعد بن عبد الرحمن
الذي يعد أشهر علماء الطبقة الرابعة في مصر علي الاطلاق موضع تقدير المؤرخين جميعا ذكر الإمام النووي أنه قد أجمع العلماء علي جلالته وأ
مانته وعلو مرتبته في الفقة والحديث وقال ابن حبان (( كان الليث من سادات زمانه فقها وعلما وحفظا وفضلا وكرما وقال صاحب كتاب الأنساب (( الليث بن سعد إمام أهل مصر في الفقة والحديث معا وتحدث عن ابن سعد في الطبقات والإمام احمد فقالا أنه ثقة كبير العلم ، صحيح الحديث وقد ولد الليث بقربة قرقشندة القريبة من الفسطاط في عام 94 هـ وآتاه الله سعة ووفرة في الرزق والمال وأكرمه بخلق عظيم وسخاء وكرم واشتهر به بين الناس جميعا في مصر وغيرها وقد تكاثر الحديث عن ثروته العريضة وجوده الذي عمر به كثيرا من رفاقة وأهل بلده حتي يشعر القارئ لسيرته بأنه قد وسع المصريين جميعا بعطائه ))
ولقد هيأ الله الليث بن سعد بهذه المآثر العلم الوافر والخلق القويم والثروة الطائلة والكرم البالغ منزلة لم يبلغها أحد من قبل ولا من بعد في مصر فتصدي الليث لأداء واجب مؤولية نحو مجتمعه الذي أحله هذه المكانة ورفعة الي تلك المنزلة يروي اكبار تلاميذه أشهب بن عبد العزيز أنه (( كان لليث أربعة مجالس كل يوم مجلس لحوائج السلطان ومجلس لأصحاب الحديث ومجلس لمسائل الفقه والفتوي ومجلس لحوائج الناس لا يسأله أحد فيرده صغرت حاجته أو كبرت )) وفي المجلس الأول كان الليث يراجع أعمال الولا ة والقضاة ويقيس فتاوي أولئك القضاة علي الكتاب والسنة فإن وافقتها قبلها ورضيها وإلا كتب إلي الخليفة يطلب إليه عزل الوالي أو القاضي فيستجيب الخليفة لطلبه ولذلك كان الأمراء بمصر لا يقطعون أمرا دون الليث .
وعلي الجملة فقد كان الليث حتي وفاته عام 175 هـ أقوي شخصية علمية في مصر وكانت آراؤه الفقهيه واجتهاداته في مسائل التشريع تكاد تكون القاعدة التي يسير عليها الناس وولا ة الأمور بمصر لا يحيدون عنها وقد أكد الإمام مالك بن انس هذه الحقيقة التاريخية في إحدي رسائله العلمية إلي صديقة فقيره مصر الليث بن سعد ولعظمة هذه الشخصية فقد حزم المصريون جميعا لموته قال احد الذين شهدوا جنازته : رأيت الناس كلهم عليهم الحزن يعزي بعضهم بعضا فقلت لأبي يا أبت كأن كل واحد من هؤلاء صاحب الجنازة فقال لي يا بني كان عالما كريما حسن العقل كثير الأفضال يا بني لا تري مثله أبدا .
من كتاب الاستاذ الدكتور : محمد جبر ابوسعدة
دراسات في تاريخ مصر الاسلامية .
هو :
الليث بن سعد بن عبد الرحمن
الذي يعد أشهر علماء الطبقة الرابعة في مصر علي الاطلاق موضع تقدير المؤرخين جميعا ذكر الإمام النووي أنه قد أجمع العلماء علي جلالته وأ
مانته وعلو مرتبته في الفقة والحديث وقال ابن حبان (( كان الليث من سادات زمانه فقها وعلما وحفظا وفضلا وكرما وقال صاحب كتاب الأنساب (( الليث بن سعد إمام أهل مصر في الفقة والحديث معا وتحدث عن ابن سعد في الطبقات والإمام احمد فقالا أنه ثقة كبير العلم ، صحيح الحديث وقد ولد الليث بقربة قرقشندة القريبة من الفسطاط في عام 94 هـ وآتاه الله سعة ووفرة في الرزق والمال وأكرمه بخلق عظيم وسخاء وكرم واشتهر به بين الناس جميعا في مصر وغيرها وقد تكاثر الحديث عن ثروته العريضة وجوده الذي عمر به كثيرا من رفاقة وأهل بلده حتي يشعر القارئ لسيرته بأنه قد وسع المصريين جميعا بعطائه ))
ولقد هيأ الله الليث بن سعد بهذه المآثر العلم الوافر والخلق القويم والثروة الطائلة والكرم البالغ منزلة لم يبلغها أحد من قبل ولا من بعد في مصر فتصدي الليث لأداء واجب مؤولية نحو مجتمعه الذي أحله هذه المكانة ورفعة الي تلك المنزلة يروي اكبار تلاميذه أشهب بن عبد العزيز أنه (( كان لليث أربعة مجالس كل يوم مجلس لحوائج السلطان ومجلس لأصحاب الحديث ومجلس لمسائل الفقه والفتوي ومجلس لحوائج الناس لا يسأله أحد فيرده صغرت حاجته أو كبرت )) وفي المجلس الأول كان الليث يراجع أعمال الولا ة والقضاة ويقيس فتاوي أولئك القضاة علي الكتاب والسنة فإن وافقتها قبلها ورضيها وإلا كتب إلي الخليفة يطلب إليه عزل الوالي أو القاضي فيستجيب الخليفة لطلبه ولذلك كان الأمراء بمصر لا يقطعون أمرا دون الليث .
وعلي الجملة فقد كان الليث حتي وفاته عام 175 هـ أقوي شخصية علمية في مصر وكانت آراؤه الفقهيه واجتهاداته في مسائل التشريع تكاد تكون القاعدة التي يسير عليها الناس وولا ة الأمور بمصر لا يحيدون عنها وقد أكد الإمام مالك بن انس هذه الحقيقة التاريخية في إحدي رسائله العلمية إلي صديقة فقيره مصر الليث بن سعد ولعظمة هذه الشخصية فقد حزم المصريون جميعا لموته قال احد الذين شهدوا جنازته : رأيت الناس كلهم عليهم الحزن يعزي بعضهم بعضا فقلت لأبي يا أبت كأن كل واحد من هؤلاء صاحب الجنازة فقال لي يا بني كان عالما كريما حسن العقل كثير الأفضال يا بني لا تري مثله أبدا .
من كتاب الاستاذ الدكتور : محمد جبر ابوسعدة
دراسات في تاريخ مصر الاسلامية .