وقائع النكبة على شعب و أُمة :
لايفيدنا كثيرا أن نسرد التاريخ , فهو إما معلوم للعاجزين الذي أصابهم الشلل فى الحراك و الشلل فى الهمم , و إما مجهول للاهين افي شؤونهم و حياتهم لا يريدون عبئا جديدا عليهم . لكن الطامة الكبري أن يكون التاريخ مجهولا لأهل الحل و العقد . أو للجيل الجديد المتعطش للمعرفة الذي تعقد عليه آمال المستقبل . من أجل هؤلاء نسترجع المحطات الكبرى في أطول حرب ضد شعب :
في 31\ 10 \ 1917 نجح اللنبي في إحتلال بئر السبع بوابة فلسطين الجنوبية بعد محاولتين فاشلتين من قبل الجيش البريطاني لإحتلال غزة فأرسل برقية إلى لندن : " أخذنا بئر السبع ستكون القدس هدية لكم في عيد الميلاد " . وصلت البرقية في 1 نوفمبر فأخرج جيمس بلفور زير الخارجية ورقة من درج مكتبه , كان قد اتفق على صياغتها مع الصهاينة قبل بضعة شهور , و أصدر وعد بلفور في 2 \11\ 1917 و فيه يمنح من لا يملك إلى من لا يستحق ملكا صاحبه لا يدرى ولا يعلم . كانت هذه بداية حرب على شعب أعزل بدأت منذ 90 عام و لا تزال مستمرة حتى الآن .
و استعد الصهاينة لتسلم منهوبات الحرب . فأنشأوا " المفوضية الصهيونية " برئاسة حاييم وايزمان , وكان مستشارها هربرت صمويل , الذى أصبح فيما بعد أول مندوب سامى لفلسطين , بريطانى الجنسية وصهيونى الإنتماء .
فى عهد ولايته بين 1920 و 1925 , أقام صمويل الهيكل الأساسي لدولة إسرائيل . فقد جعل اللغة العبرية لغة رسمية لفلسطين و رخص لليهود نظام تعليم مستقل , و نظام بنكي خاص , و مدارس منفصلة , و انشأوا بإذن منه نواة وزارة الطاقة ( مشروع روتنبرج ) و وزارة المياه ( ميكوروت ) , و وزارة العمل ( هستادروت ) , و سن عشرات القوانين التي تسهل إستيلاء اليهود على الأراضي الفلسطينية باعتبارها أراضي دولة , و سمح بالهجرة اليهودية لتى لم يحدها إلا رغبة اليهود بالهجرة لفلسطين . لكن أهم الإنجازات هى إعتراف حكومة الإنتداب بحكومة منفصلة لليهود المهاجرين إلى البلاد تحت إسم " الوكالة اليهودية " و رفضت بريطانيا فى نفس الوقت تكوين أو برلمان عن طريق الإنتخاب لكل السكان بمن فيهم المهاجرون اليهود , لأن ذلك يعطي الصوت الأعلى للأغلبية العربية . هذه هى الديمقراطية التى رفضتها بريطانيا . لكن أخطر التعديات البريطانية على الحقوق القلسطينية هى إنشاء جيش يهودى تدربه وتسلحه بريطانيا , تحت إسم مضلل هو " حراس المستوطنات " . وقد أصبح اسمه " الهاجاناه " فيما بعد ثم أصبح " الجيش الإسرائيلي " . ولعل من علامات تعنت الإعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني أن صمويل و إدارته لم تكن لديها صلاحية إصدار القوانين أو التصرف في حكم فلسطين قبل عام 1924 عندما وقعت تركيا معاهدة الاسلام وسلمت فلسطين إلى حكومة الإنتداب أى قبل إنتهاء ولاية صمويل بعام واحد . وبناء عليه فإن كل القوانين و التشريعات التى أصدرها صمويل غير شرعية . ومن الغريب حقا أن الحكومة البريطانية نفسها في لندن احتجت على تصرف صمويل في لهفته على إصدار القوانين المعيبة من ناحية قانونية , و كيف لا يكون الأمر كذلك عندما يكون السكرتير القانوني ( النائب العام ) لحكومة الإنتداب نورمان بنتوتيش ,هو أيضا صهيونيا متعصبا , و قد اضطرت الحكومة إلى طرده في نهاية الأمر و لكن بعد أن أن بلغ الضرر مداه .
هكذا إذن كان دور بريطانيا التى أوكلت إليها عصبة الأمم " أمانة الحضارة المقدسة " لتأخذ بيد فلسطين و أهلها إلى الإستقلال فى بلادهم و الحرية على أرضهم .
وفى ظل السياسة البريطانية تدفق المهاجرون إلى فلسطين , حتى وصل عددهم فى نهاية الثلاثينيات إلى 30% من مجموع السكان . فثار الفلسطينيو ثورة دامت 3 سنوات (1936 - 1939 ) . وقمعت بريطانيا الثورة بكل وحشية و قتلت المئات , و طبقت العقاب الجماعى على القرى بأكملها و اعتقلت الآلاف من الأهالى و دمرت محاصيلهم و مؤنهم و حكمت بالإعدام على كل من يحمل مسدسا , وحلت الأحزاب السياسية و طردت زعماءها وهكذا بدأت نكبة فلسطين البريطانية عام 1939 .
هذا كله و الصهاينة يزيدون قوتهم و تنظيمهم , راضون تمام الرضا عن قيام بريطانيا بتدمير المجتمع الفلسطيني , و بعد الحرب العالمية الثانية , لم يعد للصهايتة حاجة لبريطانيا , فقاموا بحملة إرهابية ضدهم , و علقوا جثث جنودهم على الأشجار و اختطفوا القضاة الذين حكموا على الإرهابيين الصهاينة و نسفوا عدد من المقرات البريطانية . فسلمت بريطانيا فلسطين " أمانة الحضارة المقدسة " مشوهة محطمة مسروقة إلى الأمم المتحدة .
" ماتت قلوب الناس ماتت بنا النخوة يمكن نسينا في يوم إن العرب إخوة . "
في 31\ 10 \ 1917 نجح اللنبي في إحتلال بئر السبع بوابة فلسطين الجنوبية بعد محاولتين فاشلتين من قبل الجيش البريطاني لإحتلال غزة فأرسل برقية إلى لندن : " أخذنا بئر السبع ستكون القدس هدية لكم في عيد الميلاد " . وصلت البرقية في 1 نوفمبر فأخرج جيمس بلفور زير الخارجية ورقة من درج مكتبه , كان قد اتفق على صياغتها مع الصهاينة قبل بضعة شهور , و أصدر وعد بلفور في 2 \11\ 1917 و فيه يمنح من لا يملك إلى من لا يستحق ملكا صاحبه لا يدرى ولا يعلم . كانت هذه بداية حرب على شعب أعزل بدأت منذ 90 عام و لا تزال مستمرة حتى الآن .
و استعد الصهاينة لتسلم منهوبات الحرب . فأنشأوا " المفوضية الصهيونية " برئاسة حاييم وايزمان , وكان مستشارها هربرت صمويل , الذى أصبح فيما بعد أول مندوب سامى لفلسطين , بريطانى الجنسية وصهيونى الإنتماء .
فى عهد ولايته بين 1920 و 1925 , أقام صمويل الهيكل الأساسي لدولة إسرائيل . فقد جعل اللغة العبرية لغة رسمية لفلسطين و رخص لليهود نظام تعليم مستقل , و نظام بنكي خاص , و مدارس منفصلة , و انشأوا بإذن منه نواة وزارة الطاقة ( مشروع روتنبرج ) و وزارة المياه ( ميكوروت ) , و وزارة العمل ( هستادروت ) , و سن عشرات القوانين التي تسهل إستيلاء اليهود على الأراضي الفلسطينية باعتبارها أراضي دولة , و سمح بالهجرة اليهودية لتى لم يحدها إلا رغبة اليهود بالهجرة لفلسطين . لكن أهم الإنجازات هى إعتراف حكومة الإنتداب بحكومة منفصلة لليهود المهاجرين إلى البلاد تحت إسم " الوكالة اليهودية " و رفضت بريطانيا فى نفس الوقت تكوين أو برلمان عن طريق الإنتخاب لكل السكان بمن فيهم المهاجرون اليهود , لأن ذلك يعطي الصوت الأعلى للأغلبية العربية . هذه هى الديمقراطية التى رفضتها بريطانيا . لكن أخطر التعديات البريطانية على الحقوق القلسطينية هى إنشاء جيش يهودى تدربه وتسلحه بريطانيا , تحت إسم مضلل هو " حراس المستوطنات " . وقد أصبح اسمه " الهاجاناه " فيما بعد ثم أصبح " الجيش الإسرائيلي " . ولعل من علامات تعنت الإعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني أن صمويل و إدارته لم تكن لديها صلاحية إصدار القوانين أو التصرف في حكم فلسطين قبل عام 1924 عندما وقعت تركيا معاهدة الاسلام وسلمت فلسطين إلى حكومة الإنتداب أى قبل إنتهاء ولاية صمويل بعام واحد . وبناء عليه فإن كل القوانين و التشريعات التى أصدرها صمويل غير شرعية . ومن الغريب حقا أن الحكومة البريطانية نفسها في لندن احتجت على تصرف صمويل في لهفته على إصدار القوانين المعيبة من ناحية قانونية , و كيف لا يكون الأمر كذلك عندما يكون السكرتير القانوني ( النائب العام ) لحكومة الإنتداب نورمان بنتوتيش ,هو أيضا صهيونيا متعصبا , و قد اضطرت الحكومة إلى طرده في نهاية الأمر و لكن بعد أن أن بلغ الضرر مداه .
هكذا إذن كان دور بريطانيا التى أوكلت إليها عصبة الأمم " أمانة الحضارة المقدسة " لتأخذ بيد فلسطين و أهلها إلى الإستقلال فى بلادهم و الحرية على أرضهم .
وفى ظل السياسة البريطانية تدفق المهاجرون إلى فلسطين , حتى وصل عددهم فى نهاية الثلاثينيات إلى 30% من مجموع السكان . فثار الفلسطينيو ثورة دامت 3 سنوات (1936 - 1939 ) . وقمعت بريطانيا الثورة بكل وحشية و قتلت المئات , و طبقت العقاب الجماعى على القرى بأكملها و اعتقلت الآلاف من الأهالى و دمرت محاصيلهم و مؤنهم و حكمت بالإعدام على كل من يحمل مسدسا , وحلت الأحزاب السياسية و طردت زعماءها وهكذا بدأت نكبة فلسطين البريطانية عام 1939 .
هذا كله و الصهاينة يزيدون قوتهم و تنظيمهم , راضون تمام الرضا عن قيام بريطانيا بتدمير المجتمع الفلسطيني , و بعد الحرب العالمية الثانية , لم يعد للصهايتة حاجة لبريطانيا , فقاموا بحملة إرهابية ضدهم , و علقوا جثث جنودهم على الأشجار و اختطفوا القضاة الذين حكموا على الإرهابيين الصهاينة و نسفوا عدد من المقرات البريطانية . فسلمت بريطانيا فلسطين " أمانة الحضارة المقدسة " مشوهة محطمة مسروقة إلى الأمم المتحدة .
" ماتت قلوب الناس ماتت بنا النخوة يمكن نسينا في يوم إن العرب إخوة . "